الأحد، 2 مارس 2014

تجربة المملكة العربية السعودية في رعاية الموهوبين


بدأ الاهتمام غير الرسمي برعاية الموهوبين والمتفوقين في المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها وبداية التعليم الديني فيها وتطور هذا الاهتمام مع تطور الحياة في المملكة. غير أن الاهتمام الرسمي بهذه الفئة من التلاميذ والطلبة لم يبدأ إلا في
عام(1969)،وهو العام الذي صادق فيه مجلس الوزراء السعودي على وثيقة"سياسة التعليم في المملكة". إذ ورد ضمن تلك الوثيقة أكثر من بند يؤكد أهمية رعاية الموهوبين والمتفوقين في المؤسسات التربوية السعودية.لذلك اعتبر ذلك العام بداية للمرحلة الأولى في مسيرة المملكة واهتمامها الرسمي بهذه الفئة من المواطنين.واستمرت هذه المرحلة حوالي عشرين عاما(1969– 1989)،
اقتصر الاهتمام خلالها على التشريع القانوني وإقامة الحفلات للموهوبين والمتفوقين وذويهم ومنحهم المكافئات المادية والمعنوية يضمنها الإجازات الدراسية والبعثات العلمية لإكمال تعليمهم داخل المملكة وخارجها .

ونشأت المرحلة الثانية في رعاية الموهوبين و المتفوقين في المملكة على أساس التشريع القانوني الذي تم في المرحلة الأولى وعلى ما توفر من وعي اجتماعي وتربوي نحو هذه الفئة من التلاميذ والطلبة.واستمرت تلك المرحلة حوالي خمس سنوات( 1990– 1995)،تمّ خلالها انجاز الكثير من العمل المرتبط بتربية وتعليم الموهوبين والمتفوقين.وأهم تلك الانجازات هي زيادة درجة الوعي بأهمية هذه الفئة من المواطنين وإعداد وتقنين عدد من الاختبارات والمقاييس المطلوبة للتعرف على الموهوبين و المتفوقين تمهيدا لتقديم الرعاية التي يستحقونها.

وأشرقت المرحلة الثالثة في تلك المسيرة المباركة من بين الكم الهائل من الجهود التي بذلها الباحثون السعوديون.وخلال هذه المرحلة تمّ إعداد وتجريب الأسلوب الاثرائي في العلوم (الأحياء+الفيزياء+الكيمياء)والرياضيات.وقد تمّ ذلك على مرحلتين:الأولى إعداد وتجريب المنهج الاثرائي وفي الثانية تنفيذه من قبل وزارة المعارف.وتقدمت مسيرة رعاية الموهوبات والمتفوقات في المملكة جنبا إلى جنب مع مسيرة رعاية الموهوبين والمتفوقين، وكان نصيب البنات لا يقل كثيرا عن نصيب البنين من هذه الرعاية.إذ أعلنت الرئاسة العامة لتعليم البنات – وهي المؤسسة المسئولة عن شؤون التعليم العام للبنات في المملكة – في عام
 (1997) عن    " برنامج رعاية الموهوبات والمتفوقات " في المملكة، وفي عام (1998) بدأت في إجراءات تنفيذه.وشملت إجراءات الرعاية والعناية والإثراء مقررات اللغة العربية والفنون والعلوم والرياضيات. 

ولا تزال التجربة السعودية في رعاية الموهوبين والمتفوقين– البنين والبنات– تسير بخطى ثابتة،تستند إلى نتائج البحث العلمي الذي نفذه وينفذه عدد من التربويين السعوديين، والى الوزارات والجامعات والمؤسسات ذات العلاقة.وتقف جهود أ.د.عبدا لله النافع آل شارع في مقدمة تلك الجهود من حيث الكم والنوع والتواصل.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق